كان طفل في الحضانة يحاول عبثاً أن يلبس جزمة ، ولأنه اقتنع بأن لا فائدة من المحاولة، طلب مساعدة المعلمة...
بدأت هي تارة بالدفع وأخرى بالسحب ،،،
بدا لها وكأنها لن تستطيع أن تلبسه إياها، صار العرق يتصبب من جبينها، وأخيراً عندما رأت الجزمة قد لبست رجلي الطفل كادت عيناها تفيض بالدموع عندما سمعته يقول: لبثتيني اياها بالعكث..!!
صحيح! الجزمة بالعكس.....
كان نزع الجزمة من رجلي الطفل وبدون شك أسهل من إلباسه إياها، كظمت غيظها واحتفظت بهدوئها وبجهد مماثل ومع تصبب العرق ألبسته الجزمة مرة أخرى وبشكل صحيح هذه المرة...
إلا أن الطفل قال:
هاي الجذمة مث إلي!
وبدون أن تصرخ في الطفل قالت له: لماذا لم تقل هذا لي من قبل؟
عضت شفتاها ، مرة أخرى وببعض الجهد نزعت الجزمة من رجلي الطفل. ما كادت تتنفس الصعداء حتى قال الطفل:
هاي جذمة أخوي، ماما قالت إلبثها اليوم .
لم تدري المعلمة ما تفعل! أتبكي أم تضحك؟ لكنها استطاعت أن تحافظ على صبرها لتكابد ومن جديد إلباسه الجزمة. وحين انتهت من ذلك وبالجهد الجهيد! سألته:
والآن، أين كفوف اليدين؟ يجب أن ألبسك إياها لكي لا تبرد يداك بالخارج
نظر اليها الطفل وقال:
حطيتهم بالجذمة عثان ما يضيعوا..!
طول البال في بعض الأحيان تقتل ..