نظرات في تسمية الأطفال

نظرات في تسمية الأطفال

نظرات في تسمية الأطفال

محمد عيسى صوانة

روى الطوسي أنه جاء إلى النبي "صلى الله عليه وسلم" فقال يا رسول الله ما حقُ ابني هذا؟ قال: تُحسن اسمه وأدبه وضعه موضعًا حسنًا.

وروي البيهقي عن عائشة أن النبي "صلى الله عليه وسلم" قال: «حق الولد على والده أن يُحسن اسمه ويُحسن من مرضعه ويُحسن أدبه». وفي هذا إشارة إلى أهمية اختيار الاسم الحسن للطفل وهو حقٌ له يُسأل عنه والده إذا قصرّ فيه.


فينبغي على الوالدين أن يختارا للطفل اسمًا جميلا مناسبًا، مقبولا في مجتمعه وبيئته وعصره، وأن يكون الاسم غير منفر، لكي لا يترك في نفس الطفل أي أثر سيئ يعاني منه طول حياته.

إنّ حُسن تسمية الطفل إنما هي تعبير عن الذوق الجمالي الذي يصاحب الطفولة ويلازم الإنسان خلال حياته، ويزيد من تنمية ثقة الطفل بالنفس وشعوره بالرضا، وينطلق بقوة في حياته دون تردد أو تلكؤ!

الاسم وتكوين شخصية الطفل

يلتصق اسم الطفل به طول عمره، ويؤثر في نفسيته، فهو أحد عناصر تشكّل الشخصية لديه. إذ إن اسم الإنسان هو أحلى نغم يطرق مسامعه، انظروا إلى الفرق بين أن تنادي شخصًا قائلًا له: «يا هذا» أو «أنت»! وبين أن تخاطبه باسمه.

بالتأكيد فإن وقع اسمه سيكون أكثر ملاءمة وقابلية للاستجابة، فما بالك بالفرق بين وقع الاسم الحسن والاسم غير الحسن على صاحبه.

كيف ينظر طفل إلى الحياة والمجتمع والناس إذا كان يحس أن والديه نحلاه اسمًا يتضايق منه بين أقرانه، ويتمنى لو كان له اسمًا غيره؟ إن مسألة تسمية الأطفال ينبغي أن يُنظر إليها على أنها حق لهم تجاه آبائهم، فتكون موضع اهتمام جدي لديهم، ويضعون أنفسهم مكان أبنائهم عندما يبدأون بالتعرف على أسمائهم ويتعامل المجتمع معهم من خلالها.

وهذا يتطلب اختيار أسماء أكثر ملائمة للزمن الذي سيعيش فيه هؤلاء الأبناء، وهو سيختلف في ثقافته عن زمن آبائهم، والرسول "صلى الله عليه وسلم" يؤكد ضرورة اختيار الاسم الحسن: «إنكم تدعون يوم القيامة بأسمائكم وأسماء آبائكم فأحسنوا أسماءكم» (رواه أبو داود).

أحب الأسماء

قال رسول الله "صلى الله عليه وسلم" : «تسموا بأسماء الأنبياء، وأحب الأسماء إلى الله تعالى: عبدالله وعبدالرحمن، وأصدقها حارث وهمّام، وأقبحها حرب ومرة» (رواه البخاري في الأدب المفرد).


ويقول الزبير "رضي الله عنه" : «إن طلحة بن عبدالله التميمي يسمي بنيه بأسماء الأنبياء وقد علم أن لا نبي بعد محمد "صلى الله عليه وسلم" وأنا أسمي بني بأسماء الشهداء لعلهم أن يستشهدوا»!

ونشير هنا إلى ضرورة تجنب التسمية باسم «عبد» إلا إذا ارتبط باسم من أسماء الله الحسنى، إذ لا يجوز تسمية: عبدالرسول أو عبدالنبي أو غيره. وبعض من سماهم آباؤهم بمثل هذه الأسماء ينبغي أن ينادوا بعبد رب الرسول وعبد رب النبي.. فلا عبودية إلا لله عز وجل.

مراعاة ثقافة المجتمع

ينبغي على الآباء أن يراعوا ثقافة المجتمع الإسلامي الذي تزخر أدبياته بالأسماء الحسنة، دون اللجوء إلى أسماء غريبة عن مجتمعنا وعن ثقافتنا فالطفل ليس ملكًا لوالديه، بل هو ملك للأمة ويشكل لبنة في بنائها، فينبغي تقديم مصلحة الطفل والأمة على أي نزوة آنية للأب في اسم ربما لم يفكر في تأثيراته على ولده لحظة واحدة.

فهل ترى معي أخي القارئ أي داع لأسماء مثل: عذاب، صعب.. إلى غير ذلك من الأسماء غير المقبولة، ألم تكن أسماء: رحمة، سهل أفضل منها؟ تأملوا الفرق، ولكم أن تتوقعوا الفرق بين وقعها على الأطفال وعلى الآخرين.

التفاهم بين الأبوين

ومن نافلة القول أن أؤكد أهمية التفاهم بين الزوجين على اسم المولود قدر الإمكان، فالشورى لا تفسد المودة ولا تنقص من قوامة الرجل، وتسهم في الوصول إلى اسم مناسب ومقبول في الأسرة للطفل الجديد.

البعد عن ازدواجية الاسم للطفل

بعض الأسر تطلق على الطفل أكثر من اسم، فيصبح له اسم في سجل الولادة الذي يعرف به في مدرسته وجميع أموره في المستقبل، بينما سيعرف الناس باسم آخر نتيجة الاسم المزدوج الذي أطلقته عليه أسرته، نتيجة خلاف بين الزوجين، أو رغبة في التدليل الذي لا طائل تحته!

أسماء لها تأثير غير إيجابي

ومن العجب أن الكاتب والمفكر العربي إدوارد سعيد قال في تعليق له على اسمه «احتجت إلى خمسين عاما لكي أعتاد على إدوارد»! لاحظوا قال لكي أعتاد.. ومتى؟ بعد خمسين عاما!

زرت يوما أحد الأصدقاء، وجاءت شقيقته وهي طفلة فسألتها ما اسمك؟ فلم تجب، وأسرعت إلى شقيقها ووضعت يدها على فمه لكي لا يخبرني باسمها! فأثار ذلك فضولي، وعلمت بعد ذلك أن اسمها «نور شاه» وأنها تعاني من هذا الاسم المركب غير الملائم للبيئة التي تعيش فيها هذه الطفلة، في مجتمع لم يتقبل هذا الاسم، وقلت لصديقي كيف ينظر والدك نحو ابنته التي لا تحب هذا الاسم، وبالتأكيد كانت ستقبله لو كان «نور» فقط.

وهذا يعكس مدى تأثير الاسم على الطفل.. ولي صديق آخر أخبرني أن ابنه لم يستوعب اسمه حتى أصبح في الجامعة أي أنه أمضى ثمانية عشر عاما من حياته غير مقتنع باسمه!

دور المدرسة

روى لي آخر قصة أحد الأطفال وهو طالب في الصف الأول الأساسي مكث يهرب من المدرسة أكثر من شهر دون أن تعرف أسرته، لتكتشف بعد ذلك أنه كان يخرج من الصف ويقضي معظم وقته خارج سور المدرسة حتى يخرج التلاميذ، وما ذاك إلا لأن زملاءه يتندرون باسمه ويضحكون كلما نودي به، لكونه في نظرهم اسمًا غير ملائم مقارنة بأسمائهم.

وهذه القصة وغيرها بقدر ما تلقي بظلالها على مسؤولية الوالدين في اختيار اسم الطفل، فإنها تكشف لنا أهمية دور المدرسة، ودور المعلم في الفصل، وكذلك دور المعلمة في روضة الأطفال، إذ ينبغي ألا يقوم أي منهم بتفضيل اسم على آخر لأي طفل، بل يجب إشعار جميع الطلاب بأن أسماءهم جميلة، فيدعون بها وتكتب أسماء هؤلاء الأطفال على بطاقات جميلة ملونة وتعلق على لوحة في غرفة الصف، ليعتز كل طفل باسمه، ويشعر بقبول المجتمع لهذا الاسم الذي سيحمله طول حياته.

ولابد أن يلاحظ المعلم أو المعلمة أي سلوك غير مقبول من قبل الأطفال الآخرين تجاه أي زميل لهم بسبب اسمه، لمعالجته بالأسلوب التربوي المناسب، لكي لا يترك ذلك أي أثر سلبي على أي طفل.

دعوة للآباء

ما أجمل أن يتخيّر الآباء والأمهات لأبنائهم أسماء حسنة، يعتز بها الأبناء ذكوراً وإناثًا ويشعرون تجاهها بالرضا ولا يتحرجون منها أو يتضجرون بسببها، ولا تسبب له الأذى من أقرانهم في المدرسة في سنوات عمرهم الأولى والأهم نظرا لدورها في تشكيل شخصيتهم.

إنها دعوة موجهة لكل الآباء والأمهات أن يتقوا الله في أبنائهم ويحسنوا أسماءهم، وأدبياتنا الإسلامية والعربية تضم تنوعًا كبيرا وتعددا ضخما من الأسماء الحسنة مما يتيح مجالًا لعملية الاختيار والمفاضلة.

كما أن الأسماء الحسنة التي نختارها لأبنائنا تشكل قدوة حسنة للآخرين نحتسب أجرنا فيها عند الله.

إن اهتماماتنا بالأمور والقضايا المتعلقة بالطفولة لا تنتهي، ولعل ذلك يعود للتأثير الشديد لها على تكوين شخصية الأطفال وإعدادهم للحياة.

وهذا يدعونا باستمرار إلى مراعاة كل ما يؤثر على عقلية الطفل وعواطفه ومشاعره وأحاسيسه.

وبقدر ما ننجح في توفير تأثيرات إيجابية محفزة تلبي حاجاتهم وتنمي فيهم القيّم الجميلة الحسنة على إطلاقها، فإننا نقدم للمجتمع لبنات صالحة تجتمع إلى بعضها بعضا لتكون بناء شامخا عصيا على التصدع.

ما دور أنظمة تسجيل المواليد؟

ومن الجدير ذكره في هذا المجال أن بعض الدول ماتزال تضع معوقات أمام الآباء الذين يرغبون بتغيير أسماء أبنائهم لسبب أو لآخر.

ولعلي أنتهز هذه الفرصة لأدعو إلى إتاحة المجال أمام أهالي الأطفال لإعادة النظر في تسمية أبنائهم إذا رغبوا في ذلك- على الأقل خلال السنوات الأولى من العمر ويمكن أن يكون ذلك قبل دخول المدرسة- فالرجوع عن الخطأ وتداركه أفضل من الاستمرار فيه.

وفي السنة أنه كان لعمر بن الخطاب "رضي الله عنه" ابنة اسمها عاصية فسماها الرسول "صلى الله عليه وسلم" جميلة (5).

وإنني أشعر بالأسى العميق الذي ينتابني كلما تذكرت ذلك الشخص الذي التقيته في إحدى الدول العربية المجاورة لفلسطين المحتلة وقد ارتكب جريمة نكراء بحق ولديه فقد أطلق عليهما اسمين لقادة يهود «رابين، ونتنياهو!»

ولعلي أشد عجبا من نظام دائرة تسجيل المواليد في تلك البلد التي تسمح بمثل هذا الانسلاخ من دائرة الانتماء للمجتمع الإسلامي، ولا تملك حق رفض تسجيل مثل هذه الأسماء لأطفال سيطالبون حتما بحقهم من والدهم أمام الله سبحانه وتعالى، بعد أن ضيّعه والدٌ متهور.

وهناك بعض الدول العربية والإسلامية التي تتيح أنظمتها لأهالي الأطفال تغيير اسم الطفل إذا رأى الأب حاجة لذلك لتلافي أي نتائج غير مرغوبة يمكن أن تترتب على الاسم القديم الذي سجل به المولود.

الموضوع الأصلي: نظرات في تسمية الأطفال || الكاتب: ام آدم ودعاء || المصدر: منتديات ورود مغربية

http://www.woroudmaghribia.com/vb

كلمات البحث

منتديات نسائية, اسلاميه، زهرات البستان ، المطبخ العربي ، حواء ، الفراشات

المصدر: منتديات ورود مغربية - من قسم: قسم العناية و التربية و تاهيل الطفل

---

k/vhj td jsldm hgH'thg

صدقت اختي
وهنا خصنا نشيرو حتى لبعض الالقاب
كانو معنا ثلاميذ القابهم محرجة و اسماهم اكثر و كان تينعكس عليهم اما عدائيين او انطوائيين

فعلا كلما كان الاسم زوين
كيفتخر بيه الطفل

فعلا اختي هاد الموضوع مهم جدا

و سبق لي سمعت انو من حق الابناء على الاباء يختارو ليهم اسم خير ودو دلالاة طيبة وخيرة ... وهدا اضعف الايمان

فيما يخصني في تسميات اولادي تنعملو وريقات ونكتبو فيها الاسماء اللي حبينا ونهزو واللي تشدات صافي
توكلا على الله والتاني سماه خوص الاكبر والتالي ايضا سماه خوه الاخر هههههه الديمقراطية هههههه


شكرا لك ياقمر

مووضوع قيم

ابني البكر محمد انس كنت كنموت على نزار قباني ومزلت ..وبغيت نسميه نزار جا الراجل قال ليا احنا شلوح وغادي يحرفو ليا اسم ولدي ثم انه كان باغي انس ..قفاهمنا ايلا كان ولد يسمي انس بشرط اسم سيدي محمد يسبق على المسلمين ..ويلا كانت بنت نسميها ندى ..سعا اغلبني ..
مروان رحمه الله تعالى سماه خوك انس ..وعلاء الدين الاسبوع كله وحنا كنعيطو الياس منين جاب الجزار تفاجئنا انه قال ليه علاء الدين ايوا تفقصت ودوزت السبوع غادي نموت ومكنهضروش وخا اعياو معايا حلفت لنسيتها ليه ههههههههههههههههههههههههههههههههههه

تبارك الله عليك اختي موضوع قيم

جزاك الله كل خير

موضوع قيم تبرك الله عليك

موضوع قيم بارك الله فيك
اناولدي ياسين سماتو عكوزتي عطاتني تلاتة ديال سميات و انا ختاريت ياسين حيت كتعجبني سورةياسين بزاف
و طه سماه خوه ههههههه كتبنة سميات ف ورقة و عطيناه يهز و جافيها تلاتة ديال لمرات و سميناه