الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد قال الإمام ابن القيم في تحفة المودود: ومما يمنع منه: التسمية بأسماء القرآن وسوره، مثل: طه، ويس، وحم، وقد نص مالك على كراهة التسمية بـ( يس)، ذكره السهلي. هـ.
وقال الشيخ بكر أبوزيد في معجم المناهي اللفظية: كره جماعة من العلماء التسمية بأسماء سور القرآن الكريم، مثل: طه، يس، حم. هـ.
والذي يظهر ـ والله أعلم ـ أن المراد بذلك أسماء القرآن نفسه، وأما أسماء سوره: فالمراد هذه الأسماء المذكورة: طه ويس وحم ـ وما في معناها مما لا يراد به إلا ألفاظ القرآن، ولا معنى له في ذاته، كهذه الحروف المقطعة فإن الذهن لا ينصرف عند سماعها إلا إلى سور القرآن وحروفه.
وأما الألفاظ العربية التي لها معنى صالح للتسمية به: فتبقى على أصل الإباحة، وإن كانت من أسماء سور القرآن ـ كالشمس والقمر، والنجم والطارق، والفجر، والفتح، والرعد، والجمعة، والنصر، وقريش ـ ويتأكد ذلك بأن هناك من أسماء سور القرآن ما تستحب التسمية بها إجماعا كالسور التي سميت بأسماء الأنبياء: كمحمد وإبراهيم ونوح ويوسف ويونس وهود أو غيرهم من الصالحين ـ كلقمان ومريم.
ويؤكد هذا أيضا أن من أهل العلم ـ كابن رشد ـ من نص على العلة في كراهية اسم: يس ـ عند الإمام مالك ـ رحمه الله ـ كونه اسما لله تعالى أو للقرآن نفسه، ولم يذكر احتمال كونه اسما لسورة من القرآن.