نال أشعب الطماع مكانة منقطعة النظير وشهرة عالمية لن تتكرر من حيث حبه الشديد للأكل وعشقه الفريد للولائم و"الزرود" ، وهيامه الكبير لأطباق وأصناف الطعام المتنوعة (المجانية)، إذ كان بمجرد سماعه عنها وأينما وجدت يهرول مسرعا للألتحاق بالبيت الذي تنصب فيه الخيام وتقام فيه الموائد،وفي العديد من الأحيان كان يتواجد ضمن المدعوين متطفلا دون أن توجه له الدعوة،وكلما ولج بيتا كان يثير انتباه الحاضرين بطريقة تناوله للطعام والتهامه له بكيفية توحي على أن المسكين لم يأكل منذ أمد بعيد .
قيل كلام كثير عن أشعب الطماع توج بتأليف عدة كتب ومؤلفات تتحدث عن سيرته الذاتية، وخصص حيز مهم من هذه السيرة على الشق المتعلق بالتطفل والطمع والــــجشع والطعام والأكل والشرب، وأشارت بعض المواضيع إلى أن أشعب الطماع الذي عاش قرابة قرن من الزمن كان يزدرد الطعام إلى حــــد التخمة.
ورغم هذه الصفات يحكى علىأن أشعب كان خفيف الظل، صاحب نكتة، ومتفقها في أمور الدين حافظا للقرآن الكريم .
وذات مرة دخل أشعب الطماع متطفلا على الخليفة أبي جعفر المنصور، فوجده يأكل فاكهة مجففة تتكون على الأرجح من الجوز واللوز والفستق، ومن أجل المزاح والتسلية ناول أبو جعفر المنصورضيفه المتطفل أشعب لوزة واحدة،وبما أن هذا الأخير كان يحب اللوز ويريد المزيد منه خاطب المنصور بآيات قرآنية تلاها من أجل حصوله المزيد من حبات اللوز وقال له :
يا أمير المؤمنين "ثاني اثنين إذ هما في الغار" فألقى إليه أبو جعفر باللوزة الثانية .
وتابع قائلا :" فعززنا بثالث" ،فأعطاه اللوزة الثانية.
وأضاف أشعب الطماع:" خذ أربعة من الطير فصرهن إليك"، فمنحه الر ابعة.
فأردف أشعب :" ويقولون خمسة سادسهم كلبهم "، فزاده الخامسة والسادسة دفعة واحدة.
وقال أيضا :" ويقولون سبعةو ثامنهم كلبهم"فأعطاه أبو جعفر المنصور الحبة السابعة والثامنة من اللوز.
ثم هتف أشعب :"وكان في المدينة تسعة رهط" فناوله اللوزة التاسعة.
ونطق صاحبنا أشعب :"قصيام ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجعتم تلك عشرة كاملة"، فالقى إليه بالعاشرة.
وختم أشعب كلامه ب : والله يا أمير المؤمنين إن لم تسلم لي الطبق برمته لأقولن لك :" وأرسلناه إلى مائة الف أو يزيدون" فوهب له الطبق كله .
المغزى: بعض الناس عندما يكونون فقراء، يحلمون بالسكن، أو بالوظيفة، وعندما تشملهم العناية الإلهية، عوض أن يتفننوا في شكر نعم الله، يطلبون المزيد، وإذا ما ولجوا قبة البرلمان طلبوا الاستوزار، ويقلفون طمعهم غير المحدود بالطموح اللامحدود والطامة الكبرى أنهم لا يمتلكون الكفاءة التي تؤهلهم لتلك المناصب، وهو ما يجعلهم فاشلين في تحمل "الأمانة" التي قبل الإنسان تحملها لجهله وظلمه وطمعه.
gh j;k 'lhuh ;hauf >>pjn dqvf f; hgleg dqvf