معجبوا ورود مغربية على الفيسبوك
منتديات ورود مغربية - عرض مشاركة واحدة - تفسير آيات الحج من سورة البقرة بطريقة رائعة
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-09-2013, 11:11 رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
زهرة البستان

الصورة الرمزية ام عبووودي
 
اوسمة العضو
 
وسام العطاء


مـجـمـوع الأوسـمـة: 1...) (الـمـزيـد»
كاتب الموضوع : ام عبووودي المنتدى : القران الكريم
افتراضي

التتمة

الثالث: أن الوقوف بمزدلفة، متأخر عن الوقوف بعرفة، كما تدل عليه الفاء والترتيب.

الرابع، والخامس: أن عرفات ومزدلفة كلاهما من مشاعر الحج المقصود فعلها وإظهارها.

السادس: أن مزدلفة في الحرم، كما قيده بالحرام.

السابع: أن عرفة في الحل، كما هو مفهوم التقييد بـ "مزدلفة ".


ثم قال تعالى: {وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ} أي اذكروا الله تعالى كما منّ عليكم بالهداية بعد الضلال، وكما علمكم ما لم تكونوا تعلمون، فهذه من أكبر النعم، التي يجب شكرها ومقابلتها بذكر المنعم بالقلب واللسان.



الإفاضة من عرفة:


قوله: {ثُمَّ أَفِيضُوا}البقرة: 199 أي من عرفات.

وقوله: {مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ} أي من المكان الذي يفيض الناس منه؛ وكانت قريش في الجاهلية لا يقفون مع الناس في عرفة -يقولون: نحن أهل الحرم فلا نقف خارج الحرم-؛ فأُمر المسلمون أن يفيضوا من حيث أفاض الناس -أي من عرفة-؛ هذا هو ظاهر الآية الكريمة.


الحث على الاستغفار في نهاية كل عمل:


قوله تعالى: { وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ } أي اطلبوا المغفرة منه؛ والمغفرة ستر الذنب، والتجاوز عنه؛ لأنها مأخوذة من المغفر الذي يوضع على الرأس عند القتال لتوقي السهام؛ وليست المغفرة مجرد الستر؛ بل هي ستر، ووقاية.


قوله تعالى: { إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ }؛ هذه الجملة تعليل للأمر؛ أي استغفروا الله؛ لأنه أهل لأن يُستغفَر؛ فإنه -سبحانه وتعالى- غفور رحيم.


وفي هذه الآية الحث على الاستغفار،
قال ابن سعدي -رحمه الله-: "وهكذا ينبغي للعبد، كلما فرغ من عبادة، أن يستغفر الله عن التقصير، ويشكره على التوفيق، لا كمن يرى أنه قد أكمل العبادة، ومنَّ بها على ربه، وجعلت له محلا ومنزلة رفيعة، فهذا حقيق بالمقت، ورد الفعل، كما أن الأول، حقيق بالقبول والتوفيق لأعمال أخر".

وهكذا علمنا النبي-صلى الله عليه وسلم- أن نستغفر الله في عقب كل صلاة مفروضة، وهكذا.. فعلى المسلم أن يحرص على الاستغفار في نهاية كل عمل.


ذكر الله في كل مكان وزمان:


قوله تعالى: { فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ }البقرة:200 أي أنهيتم مناسككم؛ وذلك بالتحلل من النسك.

قوله تعالى: { فَاذْكُرُوا اللَّهَ } أمر تعالى بذكره بعد فراغ النسك؛ لأن الإنسان إذا فرغ من العبادة قد يغفل عن ذكر الله.

قوله: { كَذِكْرِكُمْ آَبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا }؛ أي كما تذكرون آباءكم، أو أشد ذكراً؛ وأشد يشمل الشدة في الهيئة، وحضور القلب، والإخلاص؛ والشدةَ في الكثرة أيضاً؛ فيذكر الله ذكراً كثيراً، ويذكره ذكراً قوياً مع حضور القلب.


وقوله: { كَذِكْرِكُمْ آَبَاءَكُمْ }؛ لأنهم كانوا في الجاهلية يذكرون أمجاد آبائهم إذا انتهوا من المناسك؛ وكل يفخر بنسبه، وحسبه؛ فأمر الله تعالى أن نذكره -سبحانه وتعالى- كذكرهم آباءهم، أو أشد ذكراً.

وقوله: { أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا } قال كثير من النحويين: إن { أَوْ } بمعنى: بل أي بل أشد وهو هنا متوجِّه؛

ويشبهها من بعض الوجوه قوله تعالى: { وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِئَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ} سورة الصافات(147)؛ وقد ذكر ابن القيم في قوله تعالى: { أَوْ يَزِيدُونَ } أن أو هنا ليست بمعنى "بل"؛ ولكنها لتحقيق ما سبق -يعني: إن لم يزيدوا فلن ينقصوا -؛


وبناءً على هذا نقول مثله في هذه الآية: أي كذكركم آباءكم -إن لم يزد فلا ينقص-؛ إلا أنّه هنا إذا جعلناها بمعنى "بل" تكون أبلغ؛ لأن ذكر الله يجب أن يكون أشد من ذكر الآباء.


مطالب الناس تتفق، ومقاصدهم تختلف:


لقد أخبرنا الله –تعالى- عن أحوال الخلق، وأن الجميع يسألونه مطالبهم، ويستدفعونه ما يضرهم، ولكن مقاصدهم تختلف؛ فمنهم: {مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا}البقرة:201 أي يسأله من مطالب الدنيا ما هو من شهواته، وليس له في الآخرة من نصيب، لرغبته عنها، وقصر همته على الدنيا.


ومنهم من يدعو الله لمصلحة الدارين
ويفتقر إليه في مهمات دينه ودنياه، وكل من هؤلاء وهؤلاء لهم نصيب من كسبهم وعملهم، وسيجازيهم تعالى على حسب أعمالهم، وهماتهم ونياتهم، جزاء دائرا بين العدل والفضل، يحمد عليه أكمل حمد وأتمه،

وفي هذه الآية دليل على أن الله يجيب دعوة كل داع، مسلما أو كافرا، أو فاسقا، ولكن ليست إجابته دعاء من دعاه، دليلا على محبته له وقربه منه، إلا في مطالب الآخرة ومهمات الدين.


الحسنة المطلوبة في الدنيا والحسنة المطلوبة في الآخرة:


الحسنة المطلوبة في الدنيا يدخل فيها كل ما يحسن وقعه عند العبد، من رزق هنيء واسع حلال، وزوجة صالحة، وولد تقر به العين، وراحة، وعلم نافع، وعمل صالح، ونحو ذلك، من المطالب المحبوبة والمباحة.


وحسنة الآخرة هي السلامة من العقوبات، في القبر، والموقف، والنار، وحصول رضا الله، والفوز بالنعيم المقيم، والقرب من الرب الرحيم، فصار هذا الدعاء، أجمع دعاء وأكمله، وأولاه بالإيثار،

ولهذا كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يكثر من الدعاء به، والحث عليه ،عن أنس بن مالك رضى الله عنه قال : " كانأكثرَدعاءِالنبيِّ صلَّىاللهُعليه وسلَّم : ( اللهمربَّناآتِنافيالدنياحسنةً،وفي الآخِرةِحسنةً،وقِنا عذابَ النارِ"صحيح البخارى



جزاء من دعا بهذا الدعاء:


يقول تعالى: { أُولَئِكَ } الداعون بهذا الدعاء: { رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآَخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} لهم ثواب عظيم بسبب ما كسبوه من الأعمال الصالحة. { وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ } البقرة :202 مُحْصٍ أعمال عباده، ومجازيهم بها.


أيام منى (التشريق):


قوله: {وَاذْكُرُواْ اللّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ}البقرة:203؛ يأمر تعالى كذلك بذكره في الأيام المعدودات، وهي أيام التشريق الثلاثة بعد العيد، لمزيتها وشرفها، وكون بقية أحكام المناسك تفعل بها، ولكون الناس أضيافاً لله فيها، ولهذا حرم صيامها،



فللذكر فيها مزية ليست لغيرها، ولهذا قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أيامُالتشريقِأيامُأكْلٍ،وشُرْبٍ،وذِكْرِاللهِ) صححه الألبانى فى صحيح الجامع

ويدخل في ذكر الله فيها: ذكره عند رمي الجمار، وعند الذبح، والذكر المقيد عقب الفرائض، بل قال بعض العلماء: إنه يستحب فيها التكبير المطلق، كالعشر، وليس ببعيد.


قوله: {فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ} أي خرج من "منى" ونفر منها قبل غروب شمس اليوم الثاني {فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ} بأن بات بها ليلة الثالث ورمى من الغد {فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ}؛ وهذا تخفيف من الله –تعالى- على عباده، في إباحة كلا الأمرين، ولكن من المعلوم أنه إذا أبيح كلا الأمرين، فالمتأخر أفضل، لأنه أكثر عبادة.


ولما كان نفي الحرج قد يفهم منه نفي الحرج في ذلك المذكور وفي غيره، والحاصل أن الحرج منفي عن المتقدم، والمتأخر فقط قيده بقوله: {لِمَنِ اتَّقَى} أي اتقى الله في جميع أموره، وأحوال الحج، فمن اتقى الله في كل شيء، حصل له نفي الحرج في كل شيء، ومن اتقاه في شيء دون شيء، كان الجزاء من جنس العمل.


ثم ختم الله آيات الحج بالحث على تقواه؛

فقال: {وَاتَّقُوا اللَّهَ} بامتثال أوامره واجتناب معاصيه، وما أكثر ما يأمر الله -سبحانه وتعالى- بالتقوى في كتابه العزيز؛ لأن التقوى اتخاذ وقاية من عذاب الله -عزّ وجلّ- بفعل أوامره، واجتناب نواهيه على علم وبصيرة.


اتقوه؛ لأنكم إليه صائرون، لقوله: {وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ} فمجازيكم بأعمالكم، فمن اتقاه، وجد جزاء التقوى عنده، ومن لم يتقه عاقبه أشد العقوبة، فالعلم بالجزاء من أعظم الدواعي لتقوى الله، فلهذا حث تعالى على العلم بذلك . والله الموفق. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

غير مسجل   مواضيع جديدة لم يتم الرد عليها.. نرجوا مشاركتك فيها







التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


[عزيزتي الزائرة يتوجب عليك التسجيل لمشاهدة الرابطللتسجيل اضغطي هنا]

رد مع اقتباس